الشارع الذي يقع فيه المنزل الذي شهد الجريمة المروعة. (عكاظ)
الشارع الذي يقع فيه المنزل الذي شهد الجريمة المروعة. (عكاظ)




فاطمة المكلومة بفقد بناتها الثلاث. (عكاظ)
فاطمة المكلومة بفقد بناتها الثلاث. (عكاظ)
-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) florist600@
انتكست الحالة النفسية لأم الشقيقات المنحورات بسكين والدهن، في حي الروضة بمكة المكرمة، (الأحد) الماضي، بعدما بدأت آثار الصدمة تسيطر عليها، لتدخل في نوبة بكاء ونحيب لا ينتهي، بما أثر على حالتها الصحية وتعرضها لهبوط في الضغط، نقلت على إثره لمستشفى الملك فيصل بالششة فجر أمس (الثلاثاء).

وفيما تمت السيطرة على الحالة الصحية لفاطمة خليل، عادت خاوية الوفاض مجددا إلى غرفتها في منزل جدتها لأمها، التي تربت فيها، قبل أن تخرج منها منذ 7 سنوات إثر زواجها، وانتقالها إلى منزل الزوجية.


ولف حال من الحزن منزل الجدة التي تجاوز عمرها 63 عاما، وهي لا تقوى على فعل أي شيء لمساندة حفيدتها الموجوعة بمشاهد مقتل بناتها الثلاث، إلا بحضن دافئ يتلقى الكثير من الدموع، مع كل موجة بكاء تداهم فاطمة.

وتعترف الجدة أن حفيدتها كانت تعتبر بناتها كل حياتها، وتضمد بهن جراحها السابقة في حياتها كيتيمة الأب والأم، لكنها فجأة شعرت بالوحدة بعدما فقدت «زينة الحياة الدنيا»، ولم يبق لها إلا حضن الجدة.

وعلمت «عكاظ» أن الأب القاتل الذي لم يوثق هويات بناته الثلاث طيلة السنوات الماضية، وثقهن في مشهد الزواج، قبل 4 أشهر تقريبا، وتحديدا في 7/‏4/‏1439 هـ، وهو التاريخ المدون على مشهد الزواج وتصديق عمدة الحي.

وعلى صعيد الحي، الذي شهد الجريمة المروعة، مازال سكان الشارع يتجرعون مرارة الألم على تحول موقعهم لمحط أنظار الجميع، لكن شهرته من باب الجريمة، الأمر الذي يؤلمهم كثيرا.

لكن محمد شفيق عامل البقالة التي تقع تحت العمارة السكنية التي كانت تعيش فيها الأسرة، مازال يتذكر ملامح الشقيقات، وهن يتدافعن لشراء بعض الحلوى والبسكويت، منذ اليوم الأول لوصوله للمملكة منذ 4 شهور.

ولم تغب بدلة «السيكيورتي» -الأمن الصناعي- عن مخيلة شفيق، والتي كان الأب يرتديها في غالب الأوقات لحظة ذهابه وعودته من العمل، مؤكدا أنه لم يره يرتديها عشية الجريمة.

واكتفى شفيق بالقول، «انتهى كل شيء وماتت البنات».